أكدت ملحمة اليوم التي عاشت فصولها المجيدة ساحة المشور في قلب مدينة العيون حاضرة الاقاليم الجنوبية للمملكة أن حزب الاستقلال حين يضرب موعدا مع تاريخ الامجاد و حين يتعلق الأمر بثوابت الامة و قضاياها الكبرى يكون حاضرا بقوة بقياداته و قواعده و هو قادر على رفع سقف التحدي عاليا حين يتصل الأمر ببرنامج نضالي تحتضنه الجهة الجنوبية للمملكة .
قدرة الحزب على تعبئة و حشد ما لا يقل عن 50 ألف مناضل و متعاطف في أضخم تجمع جماهيري حزبي تشهده مدينة العيون لا يعكس فقط التجذر الاستقلالي بالأقاليم الجنوبية للمملكة لأن هذا الأمر تحصيل حاصل تشهد به بمناسبة أي إستحقاق أنتخابي محلي بشفافية و قناعة إرادة الصحراويين المغاربة في هذا الربع الغالي من الوطن المعبر عنها بديمقراطية بصناديق الاقتراع .
التجمع الحاشد و أيضا التاريخي اليوم بالعيون هو رسالة سياسية بليغة و معبرة للداخل و الخارج ..
رسالة للداخل مفادها أن الحزب الذي يضع شعار الوحدة الترابية للمملكة في مقدمة مبادئه و انشغالاته اليومية ما زال و سيظل رقما سياسيا و نضاليا ضعب التجاوز بأرض الصحراء المسترجعة و المباركة و أن همة حزب علال الفاسي لن تكل أو تفتر في الدفاع عن مغربية كافة أقاليم الصحراء المغربية ولن تؤول ارادات مناضليه جهدا و تضحيات في التصدي لكل المناورات التي تتوهم أن بامكانها المس بذرة من رماله الطاهرة …
هي أيضا دعوة مباشرة للحكومة على لسان الامين العام للحزب للتسريع بتنزيل محاور النموذج التنموي الذي خص به جلالة الملك الجهات الجنوبية الثلاث للمملكة و الرفع من وتيرة ادماج و تحفيز المقاولات الصغرى و المتوسطة للاسهام بفعالية في هذا البرنامج الطموح .
و هي أيضا نداء وحدوي ناضج و مسؤول لمختلف مكونات الطيف السياسي و المدني المغربي من اجل تمتين الجبهة السياسية للدفاع عن الوحدة التربية ضمن جوهر نداء العيون التاريخي .
الحزب من خلال محطته النضالية الحاشدة و الرمزية بالعيون و التي تتعدى تقديرات استعراض القوة و لا ترتبط بأي استحقاق انتخابي قريب , يجدد صورة الاجماع الشعبي حول مغربية الصحراء.
و يبلغ بصدق باسم عشرات ألاف الصحراويين الوحدويين الملتفين حول مشروعه و اهدافه و الحاضرين بقوة و انتظام و التزام الى مواعيده النضالية و الاشعاعية و التنظيمية بالجهات الثلاث أنه لا مجال للتشكيك أو المساومة في مبدأ مغربية الصحراء و أن كافة الاطراف الداخلية و الخارجية و الجارة يجب أن تعي أن هذه المسألة و القناعة المقدسة بقدر ما هي محسومة حزبيا وشعبيا و ميدانيا فإنها تمثل أبلغ رد و جواب على سؤال شرعية التمثيلية الذي يحاول المتربصون الالتفاف عليه و تزوير حقائقه .
لأن المحقق و المؤكد سواء بساحة المشور بالعيون أول أمس أو بمختلف تجمعات الحزب بالداخلة أو السمارة أو ببوجدور أن الممثلين الحقيقيين و الشرعيين لساكنة الصحراء المعتزة بمغربيتها هم من انتدبتهم بارادتها و أصواتها و حضورها الحاشد لتمثيلها بمؤسسات المملكة و خارجها .
حزب الاستقلال الذي يعطي مجددا درسا في الوفاء و الوطنية و يجدد تشبته بالتوابث العليا للأمة المغربية في ظل التوجيهات السديدة لجلالة الملك محمد السادس , يؤكد بثقة و بقوة أنه لا يخلف مواعيده مع التاريخ و مع القضايا الكبرى للوطن …
إنه بكل بساطة حزب ينهل قوته و استمراريته من توابثه و قيمه و هو أيضا حاضر و مجند و معبىء لتلبية نداء الواجب و الوطن …