إن إشكالية البرمجة في مسابقة البطولة الاحترافية لكرة القدم، بسبب غياب أجندة واضحة من قبل لجنة المسابقات التابعة للعصبة الاحترافية، لتنظيم دورات البطولة الاحترافية مثل بقية الدوريات الأخرى يعتبر عائقا أمام الأندية الوطنية رغم انطلاقها منذ أزيد من 3 أشهر فهي لم تستطع أن تضبط توازناتها بالشكل الصحيح بعد، وعجزت عن التخلص من كل المؤجلات.
ففيما لعبت بعض الأندية أكبر عدد ممكن من المباريات كالمولودية الوجدية ظلت أخرى تنتظر موعد خوض مبارياتها مغلوبة على أمرها!
وكلما اقترب موعد المنافسات الإفريقية أو العربية (الوداد والرجاء ونهضة بركان وحسنية أكادير وأولمبيك آسفي )، تعقد الوضع أكثر، وقد يزداد تعقيدا خلال الاشهر القادمة.
ولم تعد كثير من الأندية تعرف إن كانت البرمجة معها أو ضدها، فالشكل الذي ظهرت به هذا الموسم سيء جدا وضبابي حتى الغموض، ففي كل أسبوع تخوض أندية معينة بعض من مباريات هذه الدورة أو تلك حسب تسلسلها، فيما تخوض أخرى مؤجلات هذه الدورة أو تلك.. دون أن تستقر الجولات ولا المباريات ولا الأندية على توازناتها بعد.
وقد لا أبالغ إذا قلت أن نادي المولودية الوجدية من الأندية التي ستقع ضحية هذه البرمجة، فهو لعب حتى الآن جميع المبارايات ويوجد اليوم ضمن كوكبة الصدارة لكن مع نهاية كل أسبوع ستزداد حساباته اختلاطا وتعقيدا وستلغي برامجها ومخططاتها وحساباتها وحماسها، وأن تنسى التسلسل في أرقام المباريات وتنتظر ما ستسفر عنه البرمجة الجديدة من مواجهات، وسيشعر المتتبع بالحيرة لعدم قدرته أحيانا على التمييز بين إن كانت المباريات لحساب هذه الدورة أو تلك، أوإن كانت المؤجلات لهذه الجولة أو تلك.
كل متابع لمباريات البطولة الاحترافية تعطيه الانطباع بأن البرمجة أفقد المباريات الكثير من رونقها وضيع أحلى ما فيها، ولم يعد لتكافؤ الفرص بين الأندية أي قيمة أو معنى في ظل التفاوت الكبير في الحماس والاستعداد والتنافس. وقد شكلت برمجة مباريات البطولة الإحترافية والإكراهات التي تواجهها في ظل المشاركات المتعددة للأندية الوطنية في المسابقات الإفريقية والعربية، محور اجتماع المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، المنعقد مساء أمس الإثنين بالرباط.
حيث ذكر بلاغ للجامعة، أن رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، قدم في هذا الإطار، عرضا حول هذه الإشكالية، مذكرا بالقواعد المنظمة لبرمجة مباريات البطولة الإحترافية، وتخص الالتزامات المتبادلة بين الجامعة والعصبة والأندية تجاه الشركاء وفي مقدمتهم الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
أنس زيزي